لزال بقوة 2, 5 على سلم ريشتر يضرب الشمال الغربي لولاية المسيلة
قتيلان وأكثـر من 25 جريحا وانهيار عشرات المنازل ببني يلمان
طوارئ في المستشفيات والهلال الأحمر يتحرك لإيصال المواد الضرورية
أدى الزلزال الذي ضرب، أمس، عدة بلديات بالجهة الشمالية الغربية من ولاية المسيلة، إلى تسجيل حالتي وفاة وإصابة أكثـر من 25 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة، نقل معظمهم إلى مستشفيات الولاية، بينهم تسعة يوجدون بمصلحة الإنعاش بمستشفى الزهراوي. كما تم تسجيل العديد من الانهيارات مست الأنسجة العمرانية الهشة وحتى الحديثة منها في أماكن كثيرة من ذات الجهة.
الزلزال الذي وقع على الساعة الواحدة وعشرين دقيقة زوالا، بلغت قوته 2, 5 على سلم ريشتر، وتم تحديد مركزه 7 كيلومترات إلى الشمال الغربي من بلدية ملوزة، حوالي 50 كيلومترا عن عاصمة الولاية، حسب ما علم من مصدر من مصلحة رصد الزلازل ببوزريعة. ومس هذا الزلزال، الثاني من نوعه في المنطقة منذ سبعينات القرن الماضي، شريط البلديات الواقعة على محور سيدي عيسى، بني يلمان، ونوغة وحمام الضلعة، وكانت بلدية بني يلمان المنطقة الأكثـر تضررا قياسا بعدد الجرحى ونظرا لقرب المنطقة أيضا من مركز الزلزال.
وحسب شهود عيان من بلدية بني يلمان، فإن حالة من الهلع والخوف انتابت المئات من المواطنين الذين هرعوا، فور وقوع الهزة، إلى الشوارع، خصوصا أولائك القاطنين بالأنسجة العمرانية الهشة. وكان مواطنون أكدوا أن قوة الهزة جعلت البعض يخيل له أن جبل خراط المحاذي لبلدية بني يلمان كاد أن يضغط على المساكن الواقعة أسفله، وهو المكان الذي سجلت به حالة وفاة لشيخ في السبعين كان قريبا من هذا الأخير. في حين توفيت الضحية الثانية، وهي امرأة، في طريقها إلى المستشفى.
والي ولاية المسيلة، الذي تنقل رفقة السلطات المدنية والعسكرية مباشرة بعد وقوع الهزة المذكورة ومعاينة الأوضاع عن قرب، أمر على الفور باجتماع طارئ للجنة الكوارث وتجنيد كافة الإمكانيات البشرية والمادية لاستقبال الجرحى وتحويلهم إلى مستشفيات كل من حمام الضلعة، سيدي عيسى والمسيلة، كل حسب وضعيته الصحية. فيما علم أن المكتب الولائي للهلال الأحمر بالولاية بادر لأول وهلة بإرسال شاحنة محملة بالمواد الضرورية من بطانيات، خيم وغيرها إلى بلدية بني يلمان.
ووقفت ''الخبر''، في الجولة الميدانية التي قامت بها إلى مستشفى الزهراوي الذي تم تحويل تسعة جرحى إلى مصلحة الإنعاش التابعة له، على حالة غير مسبوقة من الإقبال من طرف أهالي المصابين. وكشف هؤلاء عن عجز هذا الهيكل عن التكفل بالحالات الخطيرة منها على وجه الخصوص، على صعيد جهاز السكانير الذي مازال مغلقا لحد الآن.
وتأكد أن هذا الجهاز الموصوف بـ''الغائب الحاضر'' مازال يصب في فائدة إحدى العيادات الخاصة التي تم نقل الجرحى باتجاهها لإجراء الكشف بالأشعة، وهو ما ظل يشكل أكثـر من علامة استفهام حول أهمية هذا الجهاز في حال وقوع كوارث. وكانت وجهتنا الثانية مقر الولاية حيث خلية الأزمة برئاسة الأمين العام للولاية. وحسب رئيس الديوان الذي كان في اتصال مستمر مع وزارة الداخلية لوضعها في صورة ما يجري، فإن الخلية بصدد حصر الأضرار وتجنيد الإمكانيات للتكفل بالشريط المذكور في أقصر وقت ممكن.