قصيدة عن غزة من شعر ابو القاسم الامير القاسمي الحسني

جريمة العصر
حزني على غزة الثكلى وناديها غدت من القصف كومة مبانيها
مرابع الأهل أشجان مداخلها هدت معاقلها حلت دياجيها
ساحاتها كللت بالغدر أمسية ذي خطة السفك تعثو في روابيها
بالأمس كان سياج الأمن يشملها اليوم غيهبها شبح يناديها
طوارق السفك جللت مواطنها و سادها الروع اذ ساءت نواحيها
أمست مرابضها بالعسف مثخنة فداحة الرزء أوحشت لياليها
ومسحة الحزن سارت في مواكبها وقد سرى الوجد ينتقي مراثيها
حتى المساجد لم تسلم مآذنها رجت منابرها و غاب داعيها
مدارس اؤتمنت ضمت براعمها الهول باغتها فانهد عاليها
إن المعابر غلقت منافذها لا ملجأ حيث كان الغدر آتيها
لا وجهة غير هذا الموت مركبه كل السواحل طوقت مرافيها
روى الكثير عن الأتراح غصتهم خطب تجذر في الأعماق راعيها
مشاهد لم ير التاريخ صورتها بئس الفظاعة عمقت ماسيها
جريمة العصر ليس العقل يقبلها شديدة الوقع إن الطبع قاليها
شنيعة هي هذي ألحرب في أزل طغت فوادحها و الكل لاحيها
آه و آه و آه دام ذاكرها بالحي وطأتها قد قال ناعيها
أوجاعنا ارتسمت بالأفق صارخة آلاما احتدمت لسنا نداريها
طغى البغاة فلا زجر نؤمله و لا وعود مضت تبدو مساعيها
المجرمون تحالفوا على شطط فاستصغروا ثلة لمحو ماضيها
هم اليهود غدروا و الغدر طبعهم وذلة أنت في الكتاب تاليها
ما كان من فتن إلا وقد هرعوا يذكون نار الحروب في حواشيها
روت لنا كتب شرور ما اقترفوا قست قلوب العدى و الخير جافيها
سحقا لهم ما استمروا في غوايتهم مأواهم النار في مهوى مهاويها
جرم تعقب اعزالا برابية فظائع لم تزل ذكرى بناديها
أطفالنا حرقة في القلب نجرعها ما كان يمنعها دمع يجاريها
أطفالنا عرضة لنار معترك سالت دماؤهم غمرا بواديها
أشلاؤهم رميت في كل قارعة في كل ناحية قدت رواسيها
قتل الصبي فداحة مروعة ما كان للعين أن ترى ماسيها
وجه بريء همت. همت مدامعه يتيه في طرف الأصدا يباكيها
ما زال يصمد في وجه و في علل أفكاره ضمنت أسمى أمانيها
تعددت صور المأساة في وطني وطعنة الطفل أظهرت خوافيها
تعددت صور و صورة رسخت وذي الجراح سخت هل من يداويها
أعلي المقاوم أصواتا مجلجلة مستنفرا وثبة جلت معانيها
طود أشم يغالي الدرب في همم يخط في عزة اعلي مراميها
غدا يبلغ هذا النهج قولته إن الضمائر أشرقت نواصيها
يغالب الشر في أرجاء واسعة يعزز الصف و الأنصار لاقيها
يسير في شمم خطاه مرسلة تجتاز في وهج الضحى روابيها
روح على حلل الأكفان يحملها ما كان يعبأ بالدنيا وما فيها
ما صورة المجد إلا في بدائعه نضاله يزدري أعدى أعاديها
الله حافظه من كيد ظالمه بشرى البشائر ثمنت دواعيها
الله حافظه من غدر غاصبه طوبى لهذي العرى شدت أياديها
هو المقام الأعلى تسمو مراتبه سعت إليه الرفاق من أقاصيها
تهفو إليه شعوب الأرض قائلة لعزة النصر أنت. أنت حاميها
يا أيها الخانعون في مواقعهم خنتم قضيتنا و الذل راعيها
اخترتم الانصياع لب مسألة خذلتم فئة ترسي مباديها
تركتم الجمع حين كان مطلبه قضية رسخت و الحلم شاديها
رأيتم السلم حلا لا نظير له لكن حقيقته بدت مساويها
بسطتم القهر في الوجود فلسفة إقراركم ردة كنتم مواليها
تركتم الجار في دهماء موحشة هل المجازر إلا من دواهيها
خزي يلاحقكم بدءا و خاتمة ووصمة العار هذا العهد راويها
مسيرة الشعب ركزت دعائمها على الشهادة قد بنت معاليها
دعا الجموع فكان من شمائله عدل وحق وعزة يناديها
ثباته حقق الغايات معجزة و راح في عدوة الدنا يباهيها
حرية في ذري الأحقاب رافدها فكر يعبئ صفوة يكافيها
وتضحيات مدى الدهور باهظة هذي الحقائق دبجت معانيها
صار الشهيد بها على تعانقه ذخائر النور صبح في نواحيها
بشائر النصر أرسلت روائعها طليعة كان ذا الكفاح هاديها
إن النهار غداة الفتح منبلج كتيبة العزم أودعت تهانيها
فتح مجيد على المقاومين ومن يلوذ بالساحة الغراء آتيها
و بهجة صدحت عبر الزمان به هذي القرائح حبرت قوافيها
نصر من الله آت ذي بوادره راياتنا خفقت و المجد حاميها
شعر أبو القاسم الأمير قاسمي الحسني

اشكرك اختي الكريمة لكن الفضل يعود لوالدي حفضه الله و رعاه

الكود:

الله يبارك

شكرا أختي على القصيدة الأكثر من رائعة
جعلها الله في ميزان حسناتك إن شاء

شكراا اختي على القصيدى